قال إنه سيزور روسيا والصين… ووصف العلاقة مع السعودية بأنها «جيدة جداً»

ظهر في تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ما يشبه التحدي للولايات المتحدة الأميركية بسبب موقفها المعادي للتقارب الجزائري – الروسي، خصوصاً فيما يخص عقد صفقات السلاح. وأعلن تمسكه بزيارة لفيدرالية روسيا، وهي الزيارة التي أعلن في وقت سابق أنها ستتم قبل نهاية العام الجاري، لكن حتى الساعة لا وجود لترتيبات لإجرائها قريباً.

وسئل تبون في مقابلة بثتها القنوات التلفزيونية العمومية، ليلة أول من أمس، عن زيارته المتوقعة لموسكو، بناءً على دعوة من الرئيس فلاديمير بوتين تعود إلى 2020، فقال: «سأتوجه إلى موسكو بالتأكيد»، من دون أن يحدد تاريخاً. وجاء في كلامه إيحاء إلى قلق الغرب من البلدان التي تربطها علاقات قوية بروسيا، وتهديده بإنزال عقوبات بها في سياق الحرب في أوكرانيا.

وقال بهذا الشأن: «روسيا بلد صديق والولايات المتحدة بلد صديق. والصين والهند وبلدان الاتحاد الأوروبي بلدان صديقة… أين يكمن المشكل في هذا؟ هل لأنك صديق يصبح بإمكانك أن تقول لي لا يجب أن تذهب عند الآخر؟ لا… سأزور روسيا لأن علاقاتنا بهذا البلد قديمة، وسأزور الصين أيضاً»، مؤكداً في ذات السياق عزم بلاده الالتحاق بمجموعة «بريكس» بنهاية 2023، ومشيراً إلى أن الصين وروسيا «أعلنتا الترحيب بنا».

وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، عبَّر 27 عضواً بالكونغرس في رسالة إلى وزير الخارجية أنطوني بلينكن عن «مخاوفهم من تنامي العلاقات الوثيقة بين الجزائر وروسيا»، استناداً إلى تقارير ذكرت أن الجزائر وقّعت العام الماضي صفقات أسلحة مع روسيا، بقيمة تفوق 7 مليارات دولار، من بينها بيع طائرات مقاتلة متطورة من طراز سوخوي Su – 57، والتي لم تبعها روسيا لأي دولة أخرى، حسب ذات التقارير. وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، سئلت السفير الأميركية بالجزائر، إليزابيث مور أوبين، عن مدى «جدية» التلويح بإصدار عقوبات ضد الجزائر، فقالت إن من ضمن مهامها «شرح القانون الأميركي للمسؤولين الجزائريين، وهم أحرار في اتخاذ القرارات السيدة التي تخص بلادهم».

وغاب تبون عن «القمة الأميركية – الأفريقية» التي عقدت منتصف ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وعد هذا الغياب، بحسب مراقبين، تعبيراً عن رفض الجزائر لضغوط أميركية على دول العالم، كي تنحاز إلى جانب الغرب في قضية عزل روسيا على خلفية أزمة أوكرانيا. كما يشار أيضاً إلى إلغاء مناورات عسكرية مشتركة بين روسيا والجزائر، كانت مقررة منتصف الشهر الماضي، بمنطقة قرب الحدود مع المغرب. وكانت مسؤولة روسية قد ذكرت في وقت سابق، أنها مناورات «غير موجهة لطرف ثالث»، في إشارة ضمناً، إلى المغرب.

كما تناول تبون في ردوده، خلال المقابلة الصحافية، العلاقات مع المملكة العربية السعودية، مؤكداً أنها «جيدة جداً». واتهم «جهات» لم يسمها، بـ«السعي للتشويش على البلدين». وقال بهذا الخصوص: «قراراتنا في السياسة الخارجية سيدة، وقرارات العربية السعودية أيضاً سيدة. نحاول أن نتفاهم وأن نجد أهدافاً مشتركة، وفيما يخص علاقاتنا الثنائية فهي جيدة جداً».

أما عن العلاقات مع فرنسا، فقد أكد تبون أنها «تعيش الهدوء لأول مرة»، في إشارة إلى نتائج زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الجزائر في أغسطس (آب) الماضي، والتي تمخضت عنها تفاهمات مبدئية حول تسوية «ملف الذاكرة»، وعدول باريس عن قرار اتخذته العام الماضي، بخفض حصة الجزائر من التأشيرات إلى النصف. وأوضح تبون، ملمحاً إلى حديثه مع ماكرون أن «الخلاف معهم كان يمكن حلَه، وقد قلنا لهم إننا لن نتنازل عن شيء يخص الذاكرة. التاريخ يبقى هو التاريخ، ولا أحد يمكنه تزويره. لكن يوجد أشخاص استغلوا هذا الخلاف بغرض الضرر بسمعة الجزائر وفرنسا».

كما قال أيضاً إن هناك من يحاول الإساءة للبلدين، ونحن نتعامل مع فرنسا الند للند، ليس بنفس النظرة التي كانت غداة الاستقلال. لم أر شيئاً سلبياً من فرنسا في الفترة الأخيرة، يوجد تعاون وتنسيق أمني ثنائي. ولا أقبل أن تنحصر علاقتنا في موضوع التأشيرات. العلاقات مع الرئيس ماكرون جيدة جداً، هو تحرر من عقدة الدولة القوية، ونحن تحررنا من عقدة المستعمر».

من جهة ثانية، أكد الرئيس الجزائري التزامه بالزيادة في الرواتب سنوياً حتى يتمكن المواطن البسيط من العيش بكرامة. وقال بهذا الخصوص: «سنرفع الرواتب في عام 2023 ثم سنوياً، حتى نضمن العيش الكريم للمواطن البسيط، وقد نلجأ لصرف صكوك مالية للفئات الأكثر حاجة… كما سنعمل على التحكم في الأسعار، وستكون هناك إجراءات في سنة 2023، من بينها رفع قيمة الدينار بنحو 30 في المائة، وزيادة دعم المواد ذات الاستهلاك الواسع. وأطلب من المواطنين الصبر».





اكتشاف المزيد من صحيفة صوت حائل

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.