حالة طوارئ في الرقة غداة اعتداء «داعش»
حالة طوارئ في الرقة غداة اعتداء «داعش»
محاولة لاغتيال قياديين في مجلس دير الزور العسكري
الأربعاء – 4 جمادى الآخرة 1444 هـ – 28 ديسمبر 2022 مـ رقم العدد [
16101]
صورة من الرقة بعد هجوم «داعش» وزعتها حسابات «قسد»
القامشلي – لندن: «الشرق الأوسط»
تلاحق «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، التي أعلنت حالة استنفار في صفوفها، الثلاثاء، عناصر من تنظيم «داعش» في مدينة الرقة شمال البلاد، إثر هجوم أسفر عن مقتل 6 مقاتلين أكراد، وفق ما أعلن متحدث باسمها. في حين جرت محاولة اغتيال قياديين في «مجلس دير الزور العسكري» بمدينة الشدادي، غداة الهجوم المباغت من التنظيم في الرقة.
وشنّ التنظيم هجوماً في مدينة الرقة، التي كانت تعدّ معقله في سوريا قبل هزيمته في 2019، مستهدفاً مراكز أمنية، قبل أن تحبطه «قسد» وتمنع المهاجمين؛ اللذين قتل أحدهما، من اقتحام سجن قريب يضم مئات الجهاديين.
«مجلس الرقة المدني»؛ التابع لـ«الإدارة الذاتية الكردية» في شمال وشمال شرقي سوريا، سارع إلى إعلان حالة الطوارئ وحظر للتجول في المدينة التي استعادت «قسد» السيطرة عليها في عام 2017 إثر معارك ضارية مع التنظيم المتطرف.
وقال المتحدث باسم «قوات سوريا الديمقراطية»، فرهاد شامي، الثلاثاء، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «حملة التمشيط، وملاحقة خلايا (داعش) المحتملة، وحالة حظر التجوال، مستمرة إلى إشعار آخر» في الرقة. وأضاف: «لدينا بعض المعلومات حول هجمات محتملة من (داعش) في عطلة أعياد رأس السنة في الرقة والحسكة والقامشلي، لذلك أعلنا حالة الاستنفار».
وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية بمشاهدته تعزيزات من قوى «الأسايش» في مدينة القامشلي عبر حواجز ودوريات إضافية. وتعزز قوات الأمن الكردية انتشارها في فترة الأعياد من كل سنة خشية اعتداءات من التنظيم.
ويُعدّ هجوم الرقة الأخير الأكبر ضد أحد السجون منذ الهجوم الذي شنه العشرات من مقاتلي «داعش» على سجن غويران بمدينة الحسكة في يناير (كانون الثاني) 2022، وأسفر عن مقتل المئات من الطرفين. وطال الهجوم مربعاً أمنياً يضم مراكز أمنية وعسكرية عدة، فضلاً عن سجن للاستخبارات التابعة لقوات «قسد».
ورأى شامي أن «داعش» يحاول تأكيد تأثيره ووجوده، خصوصاً بعد تعيين زعيم جديد له، إثر مقتل زعيمه الأسبق في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي خلال اشتباكات في جنوب سوريا.
في الأثناء؛ نجا القياديان أبو الهيال الكليزى وأبو حمزة الكليزى، اللذان يقودان قطاعات ضمن «مجلس دير الزور العسكري»، من محاولة اغتيال طالتهما من قبل مسلحين مجهولين، يعتقد أنهم تابعون لخلايا التنظيم، بالقرب من منطقة أبو فاس التابعة لمدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، وذلك في أثناء عودتهما من اجتماع عسكري عقد في دير الزور، وفق «المرصد».
وحذر القائد العام لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، مظلوم عبدي، الاثنين، من «تحضيرات خطيرة» يجريها التنظيم، مشدداً على أنه «علينا ألا نتساهل معها».
في الرقة؛ أعاد الهجوم، الذي تبناه التنظيم، ذكريات سكان المدينة الذين عانوا الأمرين خلال سيطرة التنظيم على المدينة.
وقال الناشط الإعلامي أسامة الخلف، لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف: «تجددت المخاوف بعدما استطاع (التنظيم) الدخول ومهاجمة المربع الأمني المعروف بحراسته الجيدة والمتينة».
يذكر أنه منذ إعلان القضاء على «دولة الخلافة (داعش)» عام 2019، تلاحق «قوات سوريا الديمقراطية»، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، قياديي التنظيم وعناصره، الذين ما زالوا يشنون هجمات بعبوات ناسفة أو اغتيالات أو اعتداءات مسلحة بمناطق سيطرة الأكراد في شمال وشمال شرقي البلاد.
وقال أحد السكان، طالباً عدم الكشف عن هويته، عبر الهاتف: «(داعش) لا يدعنا ننسى وجوده، ويريدنا أن نعيش الخوف والهلع من جديد». وأضاف: «الحرب أتعبتنا، ولم تعد لدينا القدرة على العيش مع التفجيرات والقتل والخوف. نبحث عن السلام؛ لا غير».
سوريا
سوريا الديمقراطية
داعش