«لجنة الصُلح الجزائي» التونسية تتلقى طلبات كثيرة في شهرها الأول
الثلاثاء – 17 جمادى الآخرة 1444 هـ – 10 يناير 2023 مـ رقم العدد [
16114]
إضراب القطارات في تونس عطل حركة الحياة العاصمة 2 يناير (أ.ف.ب)
تونس: المنجي السعيداني
بعد نحو شهر من تشكيل الرئيس التونسي قيس سعيد للجنة الصلح الجزائي مع رجال الأعمال المتهمين باستغلال نفوذهم وارتكاب جرائم مالية، كشف مكرم بن منا رئيس اللجنة عن تلقي عدد كبير من المطالب وإعلان النوايا تتعلق بالصلح الجزائي، كما تم إعلام رئيس الجمهورية بشأنها، في ظل شكوك متعددة حول نجاح اللجنة في طي هذا الملف الشائك خلال خمسة أشهر متبقية، بعد أن دعا سعيد أعضاء اللجنة لإنهاء المهمة في غضون ستة أشهر.
وقال رئيس اللجنة، في تصريح إعلامي، إن مؤسسة الصلح موجودة في القانون العام ولها العديد من التطبيقات، سواء في القانون المدني أو الإداري أو الجبائي أو المصرفي أو الديواني، وهي تعتبر من بدائل العقوبات بالسجن، وإن ذلك لن يخفي المصاعب المتعددة التي تواجه هذه اللجنة، وأهمها تحديد عدد رجال الأعمال المعنيين بهذا القانون وطريقة التعامل معهم، إذ إن لجنة تقصي الحقائق التي ركزها الحقوقي التونسي عبد الفتاح عمر، قد أشارت إلى وجود 300 ملف معني بالصلح، وأكدت أن عدداً من رجال الأعمال قد سووا ملفاتهم خلال السنوات الأولى التي تلت الثورة، في حين الرئيس سعيد تحدث عن 460 ملفاً.
ويرى مراقبون أن مشاريع التنمية التي تحدث عنها سعيد لن تجد طريقها نحو التنفيذ بالسهولة التي تنتظرها الجهات الرسمية، واصفاً المعنيين بالصلح الجزائي بـ«الفاسدين واللصوص وناهبي أموال الشعب»؛ إذ من الصعوبة أن يقبل هؤلاء التشهير بهم من خلال الاتفاق النهائي معهم في العلن على تنفيذ مشاريع تنمية لصالح الجهات الفقيرة، ويتم الكشف عن أسمائهم.
وفي هذا السياق، أكد حاتم المزيو عميد المحامين التونسيين، على أهمية الصلح الجزائي لـ«استرجاع الدولة لحقوقها المنهوبة»، كما أشار إلى ضرورة استثمار الأموال المسترجعة في مشاريع لتنمية المناطق المهمشة.
ودعا المزيو الدولة لتوفير الإمكانيات اللوجيستية والبنية التحتية اللازمة لمساعدة اللجنة الوطنية للصلح الجزائي على مباشرة أعمالها، مؤكداً على أهمية تلافي بعض النقائص وتعديل بعض النقاط في مرسوم الصلح الجزائي حتى يجد طريقه نحو التنفيذ.
وكان سعيد قد أمهل لجنة الصلح الجزائي التي كونها من 8 أعضاء، مدة زمنية لا تزيد على 6 أشهر لاسترجاع الأموال المنهوبة التي قدرها بنحو 13.5 مليار دينار تونسي (نحو 4.2 مليار دولار). كما انتقد بشدة القطب القضائي المالي، معتبراً أن المنظومة السابقة شكلته «للتغطية على الجرائم التي ارتكبوها خلال السنوات الماضية»، مؤكداً تجاهلها للملفات البالغ عددها 460، طوال السنوات العشر الماضية.
على صعيد آخر، أصدرت النيابة العامة بالقطب القضائي المالي المتعهدة بالبحث في ملف شبهات تبييض الأموال المتعلقة بقيادات سابقة وشخصيات حزبية ورجال أعمال تونسيين، قرارات أمس بتجميد انتقال ملكية مكاسب من عقارات ومنقولات تابعة لأكثر من 100 شخص تعلقت بهم شبهات تبييض الأموال، مع تجميد جميع أرصدتهم وحساباتهم المالية والبنكية. ومع تقدم الأبحاث في هذا الملف المتشعب، صدر قرار من القطب القضائي المالي بإدراج معاذ الغنوشي نجل راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة» في التفتيش من أجل شبهة تبييض الأموال. وتوقع أكثر من مصدر حقوقي أن تشمل التحقيقات المتعلقة بهذا الملف شخصيات بشبهة تبييض الأموال. ولم يستبعد أن يصدر قرار بتوفير الحماية الأمنية لمجموع القضاة المباشرين لهذا الملف وعائلاتهم، وذلك مع تقدم التحقيقات الأمنية والقضائية وتعمقها.
تونس
magarbiat
اكتشاف المزيد من صحيفة صوت حائل
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.