مخاوف من تأثير تحركات مدير «الغذاء العالمي» على العملية السياسية في السودان
البرهان احتفى ببيزلي وقلده أرفع وسام في البلاد
الأربعاء – 24 رجب 1444 هـ – 15 فبراير 2023 مـ رقم العدد [
16150]
الخرطوم: أحمد يونس
قلّد رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، موظفاً أممياً رفيعاً «وسام النيلين» من الطبقة الأولى، وقال إن التكريم جاء تقديراً لجهود الرجل في دعم الأمن الغذائي بالبلاد، في سابقة تعد الأولى، التي يمنح فيها البرهان موظفاً أممياً أحد أرفع الأوسمة السودانية، بعد أن كان قد قلد به من قبل عدداً من السفراء العرب والأجانب ذات الوسام.
ورجح مراقبون أن تكون حفاوة القصر الرئاسي السوداني بمدير برنامج الغذاء العالمي، ديفيد بيزلي، لمحاولاته السابقة التوسط بين العسكر ورئيس الوزراء السابق، عبد الله حمدوك، أثناء احتجازه بعد انقلاب أكتوبر (تشرين الأول)، وسعيه لعقد صفقة تعيده لمكتبه، رفضتها قوى المعارضة وبعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال في السودان (يونيتامس).
ووفقاً لتقارير غربية، لا تزال المخاوف من أن تفتح تحركات الرجل «كوة أمل» أمام العسكريين للحصول على صفقة «فضلى»، وأن تعرقل الجهود الأميركية في الضغط عليهم، التي تمارس بصورة مباشرة، مع قرب وصول العملية السياسية إلى نهايتها.
وشهد القصر الرئاسي بالخرطوم مراسم تقليد مدير برنامج الغذاء العالمي بالوسام السوداني الأرفع، إثر زيارته الحالية للبلاد، التي تعد الأولى له منذ انقلاب 25 أكتوبر 2021. وبرفقته وفد استثماري من دول متعددة، وشارك في المناسبة ممثلون عن وزارات الزراعة والثروة الحيوانية وبنك السودان. وقال البرهان، وفقاً للإعلام الرئاسي، إن برنامج الغذاء العالمي بذل جهوداً كبيرة دعماً لشعب السودان، ولا سيما مناطق النزاعات والنزوح، بجانب المساعدات التي قدمها البرنامج للأسر خلال فترة الانتقال، مضيفاً أن السودان «يتمتع بإمكانات ضخمة في مجال الموارد الطبيعية، تجعله قبلة أنظار العالم لتحقيق الأمن الغذائي».
وأبلغ البرهان بيزلي ومرافقيه أن أبواب السودان مفتوحة للاستثمار، ولا سيما مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والذهب والمعادن الأخرى، وتعهد بتذليل العقبات كافة أمام الاستثمارات والقطاع الخاص، لجذب المستثمرين، وخلق الاستقرار السياسي اللازم للاستثمار بتشكيل حكومة مدنية تلبي طموحات الشعب.
من جهته، أشار بيزلي إلى الصعوبات التي تواجه العالم في مجال الأمن الغذائي، الناتجة عن التغيرات المناخية وأزمة جائحة «كورونا»، والحرب الروسية الأوكرانية وتأثيراتها على الاقتصاد العالمي، وقال إن زيارته ووفده للسودان تأتي ضمن برامج مساعدة الشعب السوداني لتجاوز الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها، وأضاف أن «السودان يتمتع بإمكانات هائلة تجعله يسهم بشكل كبير في تحقيق الأمن الغذائي، ومساعدة بقية دول العالم، وذلك لن يتم عبر منظمات الأمم المتحدة وحدها، بل بمشاركة ومساهمة القطاع الخاص».
وتأتي زيارة بيزلي الحالية للسودان عقب توقيع «اتفاق إطاري» بين الجيش والمدنيين في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وهو ما يرجح أن يكون الرجل، صاحب الجلباب الأممي، يسابق الأحداث ليلعب دوراً سياسياً في البلاد، التي لعب فيها أدواراً مشابهة من قبل. وكان مقرراً وفق ما نقلته «فورين بوليسي»، وقتها، أن يزور بيزلي السودان في 30 أكتوبر 2021، أي بعد أيام من انقلاب قائد الجيش، الذي حمل اسم إجراءات إصلاحية، لدفعه للتفاوض مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الموجود رهن الإقامة الجبرية وقتها. لكن تلك الزيارة ألغيت فجأة، إثر اعتراضات من ممثل الأمين العام للأمم المتحدة فولكر بيرتس، لكون الزيارة لم توافق عليها المنظمة الدولية ولم يتم التنسيق بشأنها، فيما كان قادة المعارضة وقتها يرفضون أي حديث مع الجيش قبل استعادة الحكم المدني. وقد أعلنت جهات دبلوماسية غربية كثيرة وقتها أن تحركات بيزلي تؤدي إلى تقييد التحركات الأممية والغربية للضغط على العسكر السودانيين، ونسبت «فورين بوليسي» وقتها إلى مصادر أن تحركات الرجل أثرت سلباً على الدبلوماسية الأميركية، وأضعفت حملة الضغط على القادة العسكريين.
ووفقاً لما نقله موقع قناة «الحرة» الأميركية، يخشى على نطاق واسع أن تؤثر نشاطات الرجل على التحركات التي تبذلها إدارة الرئيس بايدن، بالتنسيق مع بعثة «يونيتامس»، لاستعادة الحكم المدني، وأن تنعش آمال الانقلابيين في الحصول على صفقة «فضلى»، خاصة بعد قرب الوصول لاتفاق نهائي بنهاية العملية السياسية الجارية في البلاد، التي شارفت على بلوغها مراحلها النهائية.
السودان
أخبار السودان
اكتشاف المزيد من صحيفة صوت حائل
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.