بري: الرئاسة مفتاح حل أزمات لبنان

اتهم المصارف بتهريب أموال إلى الخارج


الثلاثاء – 22 شعبان 1444 هـ – 14 مارس 2023 مـ رقم العدد [
16177]


رئيس مجلس النواب مع السفير السعودي لدى لبنان (مجلس النواب)

بيروت: «الشرق الأوسط»

أكد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري استمراره بالتمسك بترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، معتبراً أن الحل السياسي في لبنان هو المدخل الأساسي لحل الأزمات المالية والاقتصادية وغيرها. وشدد بري خلال لقاء جمعه، أمس، بمجلسي نقابتي الصحافة والمحررين، برئاسة النقيبين عوني الكعكي وجوزف القصيفي، على أن الانتخابات الرئاسية هي «افتح يا سمسم» أي مفتاح الحل، محذراً من أن لبنان «سوف يبقى يعاني طالما لم تقم فيه دولة مدنية».
وفي الملف الاقتصادي والمالي، يمتلك بري مقاربة مفادها أن «الحل السياسي هو بداية لحل كل الأزمات». وهو بري مصارف لبنانية بـ«تهريب أموالها إلى الخارج حتى بات من المتعذر حالياً تأمين أرصدة الحسابات التي تقل عن مائة ألف دولار»، معتبراً أن هذه الخطوة كان من شأنها أن تمنع الانهيار المالي الكبير الحاصل، ومؤكداً أن مسؤولية الأزمة المالية تتحملها الدولة اللبنانية ومصرف لبنان والمصارف، وليس من المقبول أن يتحملها المودعون.
وفي الملف السياسي، يشدد بري على أن «الضرورات تبيح المحظورات»، ومن هذا المنطلق، يرى بري أن من المنطقي أن يجتمع البرلمان، وأن تجتمع الحكومة كلما كان ذلك ضرورياً رغم الفراغ الرئاسي، مشبهاً الوضع القائم في لبنان بمصنع لديه 3 مولدات، خرب أحدها، فيقرر أصحابه تخريب المصنع كله بدلاً من تشغيل المولدين الآخرين. ويقول: «نعم كان يجب أن ننتخب رئيساً أمس، ويجب أن ننتخبه اليوم قبل الغد، وغداً قبل بعده. لكن هل نسهم في شلل البلاد في انتظار نجاحنا في انتخاب رئيس؟ وهل من المعقول أننا نعاني ما نعانيه من أزمات ويعمل البعض إلى تعطيل وتخريب كل شيء؟».
وذكر بري بما أعلنه سابقاً أن المطلوب رئيس وطني يجمع ولا يفرق، رئيس له حيثية مسيحية وإسلامية، وقبل أي شيء حيثية وطنية، رئيس يجمع ولا يطرح، رئيس يؤمن بعلاقات لبنان مع محيطه العربي، رئيس يؤمن باتفاق الطائف، سائلاً: كيف لهذه العناوين أن تتلاقى مع الأصوات الداعية إلى التقسيم والفدرلة المغلفة بعناوين اللامركزية الإدارية المالية الموسعة؟ معتبراً أن لبنان «كالذرة إذا ما جزئت انفجرت».
وقال بري: «بعد 11 جلسة انتخابية، أخذوا علينا (تصويتنا) بالورقة البيضاء بياضها، وقالوا لماذا لا يكون هناك مرشح؟ وبعد مضي 5 أشهر على الفراغ وأمام الانهيار المالي والاقتصادي وبعد رفض الدعوات التي وجهتها وما زالت للحوار، والتي تجاوب معها معظم الكتل باستثناء الكتلتين الأساسيتين، لم يعد مقبولاً الاستمرار بذلك، ولم يكن هناك خيار إلا خيار الإقدام على ترشيح اسم يتمتع بالصفات التي ذكرتها». وأضاف بري: «أريد أن أسأل هنا من هو سليمان فرنجية؟ ألم يكن مرشحاً عندما تم التمديد للرئيس إميل لحود؟ ألم يرشحه السفير (الأميركي السابق) ديفيد هيل؟ ألم يكن مرشحاً حينما كان العماد ميشال عون مرشحاً؟».
وتابع مستدلاً على أحقية فرنجية بأن يكون مرشحاً أساسياً، مشيراً إلى أن البطريرك الماروني بشارة الراعي جمع في الانتخابات (الرئاسية) السابقة القيادات المسيحية والمارونية في بكركي، ويومها تم التوافق على 4 أسماء، وأن من ينتخب من بين هؤلاء الأربعة يكون ممثلاً للمسيحيين واللبنانيين، ألم يكن سليمان فرنجية أحد هؤلاء الأربعة؟ وأضاف: «نحن ماذا نريد من رئيس الجمهورية؟ أنا بحاجة إلى رئيس يتحدث مع سوريا بموضوع ترسيم الحدود وحل أزمة النازحين، لأننا إذا كنا سنعتمد على الأوروبيين والأميركيين فهم غير مكترثين لهذا الموضوع، نريد رئيساً قادراً على مقاربة الاستراتيجية الدفاعية، رئيساً يؤمن باتفاق الطائف، وانطلاقاً من كل ذلك رشحنا الأستاذ سليمان فرنجية».
وختم بري قائلاً إن «الحل السياسي يبدأ برئاسة الجمهورية، وسليمان فرنجية مد يده للجميع وصالح كل الناس، فإذا كان سليمان فرنجية لا يجمع، فمن الذي يجمع؟»، مؤكداً أن لا خلاص للبنان إلا بالدولة المدنية.
وكان بري استقبل سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري، حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. وقال بيا لمكتب بري، إن بخاري «شدد خلال لقائه رئيس المجلس، مستشهداً بما يردده الرئيس بري، على الدعوة إلى الكلمة السواء، وأن إرادة الخير لا بد منتصرة»، لافتاً إلى أن «المرحلة الراهنة تستوجب الاحتكام أكثر من أي وقت مضى إلى الكلمة الطيبة والرهان دائماً على الإرادات الخيرة».



لبنان


لبنان أخبار




اكتشاف المزيد من صحيفة صوت حائل

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.