النواب اللبنانيون يتبادلون الاتهامات بعد التمديد للمجالس البلدية
«القوات» و«الكتائب» غابا عن الجلسة… و«التيار» أمّن نصابها وميثاقيتها
الأربعاء – 28 شهر رمضان 1444 هـ – 19 أبريل 2023 مـ رقم العدد [
16213]
بيروت: «الشرق الأوسط»
أقرّ مجلس النواب اللبناني، أمس، قانون تمديد المجالس البلدية والاختيارية، وأرجأ سنة كاملة الانتخابات التي كانت مقررة هذا الشهر، وهو ما لاقى اعتراض كتل من المعارضة وعدد من النواب المستقلين الذين قاطعوا الجلسة، وأعلنوا عن نيتّهم التقدم بطعن إلى المجلس الدستوري، على رأسهم حزب «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب».
وعقدت الجلسة التشريعية الأولى منذ انتهاء ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال عون برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري، وحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ومقاطعة كتلتي «القوات» و«الكتائب»، وعدد من نواب المعارضة، فيما حضرت كتلة «التيار الوطني الحر» مؤمنة بذلك «ميثاقية الجلسة»، وبرّر نوابها الخطوة بأنها مرتبطة بأمور طارئة.
وأقر مجلس النواب اقتراح قانون معجل قدمه النائبان سجيع عطية وجهاد الصمد، ويرمي إلى التمديد التقني للمجالس البلدية والاختيارية على أن تنتهي ولايتها القائمة كحد أقصى في نهاية شهر مايو (أيار) 2024، ما يعني أنه يحق للحكومة أن تجري الانتخابات في أي وقت خلال هذا العام إذا توافرت الشروط لذلك. وهو ما أشار إليه بري خلال الجلسة قائلاً: «نحن نقترح تمديداً تقنياً حتى تاريخ أقصاه، والحكومة حريصة أن تجري الانتخابات».
وشهدت الجلسة اتهامات متبادلة بين النواب والحكومة بالمسؤولية عن التعطيل، وقال ميقاتي: «خلال شهر أبريل (نيسان) الحالي، كان هناك أكثر من عطلة رسمية، ما عاق إمكان تقديم طلبات الترشح للانتخابات البلدية والاختيارية»، مشيراً إلى أن «مجلس الوزراء الذي سينعقد بعد ظهر اليوم (أمس) لديه حلّ ممكن متمثل في تعديل التواريخ التي سبق أن أقرها وزير الداخلية بسام المولوي، فيصبح 21 مايو بدلاً عن 7 مايو و27 مايو بدلاً عن 14 مايو».
وتعهد بإجراء الانتخابات ضمن المهل المحددة وبأسرع وقت، بعد إقرار قانون التمديد للمجالس، مؤكداً أن «الحكومة تحمل حلولاً ممكنة فيما يتعلق بموضوع القطاع العام، (الذي يفترض أن يتولى موظفوه مهمة إجراء الانتخابات)، ويجب ألا نلقي اللوم على بعضنا البعض، ولا يجب رمي المسؤولية على الحكومة بوصفها مقصرة كما يفعل البعض الذي يقول: إنها غير موجودة… الحكومة حاضرة خلافاً لمزاعمهم».
وتوجه ميقاتي إلى بري قائلاً: «دولة الرئيس، تعلمون أننا اجتمعنا مع وزير الداخلية، وقررنا فتح اعتماد إضافي من أجل إنجاز الاستحقاق البلدي، وفي مجلس الوزراء أعددنا مشروع قانون لفتح اعتمادات إضافية، لكنكم طلبتم أن يجري تقديم مشروع القانون كاقتراح قانون».
وأضاف: «تحضرون اليوم تحت عنوان تشريع الضرورة، فيما الأكثر ضرورة هو النظر بالقوانين الإصلاحية الخاصة بالمصارف، بدل ترك أموال اللبنانيين محتجزة في المصارف». وختم متوجهاً إلى فريق من النواب الحاضرين بالقول: «لو كنتم فعلاً لا تريدون تأجيل الانتخابات البلدية لما حضرتم اليوم، وأمنتم النصاب للجلسة الحالية. من لا يريد التأجيل لا يحضر»، في إشارة واضحة إلى موقف «الوطني الحر» الذي حضر الجلسة رغم مواقفه الداعية لإجراء الانتخابات البلدية.
وهو ما استدعى اعتراضاً من نواب «التيار» ليرد عليهم ميقاتي بالقول: «أنا لم أسمّكم…».
وبدوره، ردّ رئيس «التيار» النائب جبران باسيل على من ينتقد حضوره الجلسة قائلاً بعد انتهائها: «وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، يتكلّم في الإعلام عن جاهزية وزارته لإنجاز الانتخابات البلدية، ولكننا لم نسمع صوته في الجلسة التشريعية اليوم». وأضاف: «حضرنا الجلسة بهدف منع الفراغ في البلديات انطلاقاً من مصلحة الدولة العليا، وسنحضر الجلسات التشريعية إذا وجدنا في الأمر ضرورة». وجدد موقف «التيار» لجهة رفضه التشريع في ظل الفراغ الرئاسي قائلاً: «لسنا مع التشريع العادي في ظلّ غياب رئيس الجمهوريّة، ولكنّ ملفّ الانتخابات البلديّة استثنائي، ونحن حاضرون لها ولكن الحكومة غير جاهزة»، مضيفاً: «مَن يعيب علينا حضور الجلسة نعيب عليه المُزايدة وعدم تحمّل المسؤوليّة، وهو حضر 7 جلسات في ظلّ الفراغ السابق»، في إشارة إلى «القوات».
وبعد الجلسة ردّ وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي على ما وصفها بـ«المزايدات التي شهدها المجلس النيابي، وحفلة التصريحات التي صوبت على وزارة الداخلية في ذريعة لتمرير تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية»، مجدداً التأكيد على جاهزية وزارته لإجراء الانتخابات متى أقر لها التمويل. وسأل: «أليس من الواضح أن الإرادة السياسية جعلت الفرقاء يؤمنون نصاب الجلسة التشريعية، ويتفقون على تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية؟ وتوجه إلى المزايدين والمشككين، بالقول: «إن الصمت أبلغ من أي كلام شعبوي، فتجنب الفراغ يكون بإجراء الانتخابات بدل تأجيلها».
وعلّق بدوره رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل عبر حسابه على «تويتر»: قائلاً: «المؤسف أنّ لا شيء كان يمنع الحكومة من التحضير للانتخابات ورصد الأموال لإجرائها منذ أشهر. أما لمن أمّن نصاب جلسة التمديد غير الدستورية فنقول: «لحقتوا وبدكن تخالفوا الدستور لماذا لم تعقدوا جلسة منذ أشهر وأمنتوا الاعتمادات لإجراء الانتخابات بدل تأجيلها؟ كل الحجج ساقطة».
لبنان
لبنان أخبار
اكتشاف المزيد من صحيفة صوت حائل
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.