تم إجلاء أكثر من 356 شخصاً من مختلف الجنسيات حتى الآن

الرياض: عبد الهادي حبتور – جدة: أسماء الغابري – عواصم: «الشرق الأوسط»

تواصل السعودية عملياتها الإنسانية لإجلاء رعاياها ومواطني كثير من دول العالم من السودان، بعد تفجر الأوضاع بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» خلال الأيام الماضية، ومقتل وإصابة مئات حتى الآن.
وصف السعودي ثامر المطرودي رحلة إجلائهم من بورتسودان ليلة البارحة الأولى إلى جدة، قائلاً: «الأمر يبدو كما لو أن الأمم المتحدة موجودة على الفرقاطة العسكرية السعودية، مواطنون من جميع الجنسيات يصلون إلى ميناء جدة بسلام وأمان». وتستغرق الرحلة من ميناء بورتسودان عبر الفرقاطة السعودية إلى جدة على البحر الأحمر نحو 20 ساعة، حسب حديث بعض القادمين. واستقبلت قاعدتا الملك عبد الله الجوية، والملك فيصل البحرية بجدة، عشرات العالقين من عدة جنسيات مختلفة، قادمين من السودان على متن سفن عسكرية سعودية، في عملية متواصلة تقوم بها المملكة. وبلغ إجمالي من تم إجلاؤهم من السودان منذ بدء عمليات الإجلاء نحو 356 شخصاً، منهم 101 مواطن سعودي، و255 شخصاً ينتمون لـ26 جنسية، حسب وكالة الأنباء السعودية.

– الدبلوماسيون
ومن أبرز الدبلوماسيين الذين تم إجلاؤهم السفير الكوري لدى السودان ونحو 29 من الرعايا الكوريين وعدد من الدبلوماسيين. وكان في استقبالهم سفير جمهورية كوريا لدى السعودية جون يونغ بارك، وعدد من المسؤولين السعوديين. وأعرب السفير الكوري، نيابة عن المكتب الرئاسي في جمهورية كوريا الجنوبية، عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لإسهام حكومة المملكة في إجلاء الرعايا الكوريين القادمين من السودان.
كما وصل إلى قاعدة الملك فيصل البحرية بجدة 10 مواطنين سعوديين و189 شخصاً من رعايا عدد من الدول الشقيقة والصديقة، بعد عملية إجلائهم من السودان، من خلال سفينة «جلالة الملك – ينبع».
ووفقاً لمسؤول سعودي شارك في عمليات الإجلاء من الداخل السوداني، فإن عمليات الإجلاء كانت محفوفة بالمخاطر؛ حيث انطلقت من العاصمة الخرطوم عبر طرق وعرة وصحراوية تفادياً لتجنب الاشتباكات المستمرة بين الأطراف المتقاتلة.

– القنصل الأميركي
وكرر فارس أسعد، القنصل العام الأميركي بجدة، خطاب الرئيس بايدن الذي قدم فيه الشكر للمملكة على المساعدة في وصول المواطنين الأميركيين إلى جدة، وأضاف: «نحن مسرورون بالتنسيق وشاكرون كثيراً للسعودية». وشملت قائمة من تم إجلاؤهم إلى جانب المواطنين السعوديين، عالقين من ليبيا، ولبنان، وسوريا، والعراق، والسودان، وتركيا، والسويد، وبريطانيا، وقطر، وهولندا، والولايات المتحدة الأميركية، وإيطاليا، وتنزانيا.
من جانبه، أشاد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم بن محمد البديوي، بالدور الدبلوماسي واللوجستي الكبير الذي قدمته السعودية في عملية إجلاء رعاياها ورعايا عددٍ من الدول الخليجية وغيرها من الدول، وعددٍ من المدنيين والدبلوماسيين والمسؤولين الدوليين.
ومن مدينة جدة، أشاد أيضاً الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، بما قدمته السعودية من جهود متنوعة وحثيثة، أسهمت في إجلاء رعايا دول أعضاء في المنظمة، إضافة إلى دول أخرى غير أعضاء، وطواقم من الدبلوماسيين والعاملين الدوليين والمدنيين من السودان، بسبب الأوضاع التي تشهدها البلاد، مؤكداً أن مبادرة المملكة جاءت في الوقت المناسب. وأعرب رئيس مجموعة البنك الدولي، ديفيد مالباس، عن شكره للملك سلمان بن عبد العزيز، على إسهام السعودية ومساعدتها في إجلاء منسوبي البنك من السودان.

– أول دفعة من اليمنيين
وتم إجلاء أول دفعة لمواطنين يمنيين، بلغ عددهم 200 شخص، على متن سفينة سعودية رست صباحاً بمدينة جدة. وتواصل السفارة اليمنية في الخرطوم التنسيق مع المواطنين اليمنيين لإجلائهم؛ حيث وصل إلى مدينة بورتسودان 300 مواطن يمني، تم إجلاء 200 منهم، فيما سجل أكثر من 1500 مواطن يمني طلب مغادرة الأراضي السودانية، وتعمل لجنة الطوارئ التي شكلتها السفارة اليمنية بالخرطوم على إيصالهم إلى بورتسودان لإجلائهم.
وقال لـ«الشرق الأوسط» رئيس لجنة الطوارئ ملحق شؤون المغتربين بالسفارة اليمنية في الخرطوم، عبد الحق يعقوب، إن عدد أبناء الجالية اليمنية في السودان يقارب 100 ألف يمني، مبيناً أن السودان ثالث أكبر دولة فيها وجود يمني في العالم، بعد السعودية ومصر.
وبين يعقوب أنه بعد الاشتباكات التي حدثت صباح يوم السبت 15 أبريل (نيسان)، الموافق 24 رمضان، تم إرسال تنبيهات وتحذيرات للجالية اليمنية بالابتعاد عن أماكن إطلاق النار والبقاء في المنزل، والابتعاد عن الشبابيك للحفاظ على سلامة الطلاب وأبناء الجالية، وتم تشكيل غرفة عمليات للطوارئ من السفارة اليمنية، لمعرفة من الذين هم بحالة خطرة وإخراجهم إلى مناطق آمنة أو أقل خطورة.

– الإمارات تجلي مواطنيها
وقالت دولة الإمارات إنها عملت على إجلاء مواطنيها ورعايا عدد من الدول من السودان، مشيرة إلى أنها وفرت خدمات الاستضافة والرعاية لـ19 جنسية مختلفة خلال إجلائهم إلى مدينة بورتسودان ووجودهم فيها، كما تستضيفهم على أراضيها قبيل نقلهم إلى دولهم.
وأعلنت وزارة الخارجية أنه في إطار الجهود الإنسانية لدولة الإمارات والتزامها بتعزيز التعاون والتضامن العالميين، قامت الدولة بإجلاء مواطنيها ورعايا عدد من الدول من السودان.
وأكدت الوزارة التزام دولة الإمارات بالعمل مع شركائها والمجتمع الدولي لتحقيق كل ما يخدم مصالح الشعب السوداني، مشددة على أهمية تكثيف الجهود الهادفة إلى وقف إطلاق النار والعودة للإطار السياسي والحوار، والمضي قدماً في المرحلة الانتقالية، وصولاً إلى الاستقرار السياسي والأمني المنشود في السودان.

– عُمان تؤكد سلامة سفارتها
وأعلنت سلطنة عمان أمس أن سفارتها في الخرطوم «آمنة وسليمة»، بعد أنباء عن اقتحامها من قبل أحد طرفي النزاع في الخرطوم. وقالت وكالة الأنباء العمانية، على حسابها في «تويتر»، إن «وزارة الخارجية تؤكد على أن سفارة سلطنة عمان في العاصمة السودانية الخرطوم آمنة وسليمة». وكان الجيش السوداني قد ذكر في بيان مقتضب أنه تلقى بلاغاً من سفارة سلطنة عمان باحتلال «الدعم السريع» لمقر السفارة بالكامل، وسرقة عربة تتبع البعثة.
وكانت السفارة العمانية في الخرطوم قد قالت في بيان: «تؤكد سفارة سلطنة عُمان بجمهورية السودان الشقيق على سلامة وصحة كافة المواطنين العُمانيين الموجودين فيها. ونظراً للأوضاع الأمنية غير المستقرة في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى، تواصل السفارة باهتمام متابعة خطة إجلائهم لسلطنة عُمان، بالتنسيق مع وزارة الخارجية في مسقط والسلطات السودانية».





اكتشاف المزيد من صحيفة صوت حائل

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.