المناطق_واس
ما إن استظل الحرمان الشريفان بظل الدولة السعودية المباركة، و توحدت الدولة الفتية على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله – وسخر كافة الجهود في خدمة الإسلام والمسلمين مولياً الحرمين الشريفين جُل اهتمامه خدمة لحجاج بيت الله الحرام وقد وضع نصب عينيه ما أولاه الله إياه من أمر الولاية على الحرمين والمشاعر المقدسة فرعاهما حق الرعاية حتى ينعم أهلها وضيوف الرحمن بالراحة والطمأنينة وليؤدي قاصدوها مناسكهم وعبادتهم في أمن ويسر وسلام.
وقد كانت عنايته واهتمامه رحمه الله في بداية حكمه تنصب على التيسير على ضيوف الرحمن سبل القدوم للبيت العتيق ومن ثم التيسير عليهم أداء المناسك من خلال أمن الحرمين والطرق المؤدية إليهما والاهتمام بتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي والعناية بالمرافق والخدمات، فجاء أمره رحمه الله عام 1344هـ بترميم المسجد الحرام ترميمًا كاملًا وإصلاح كل ما يقتضي إصلاحه، وكذلك طلاء عموم المسجد من الداخل والخارج.
وبحسب أستاذ كرسي الملك سلمان بن عبد العزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة بجامعة أم القرى الدكتور عبد الله بن حسين الشريف فإن الملك عبد العزيز- طيب الله ثراه – أمر في العام ١٣٤٥بوضع السرادقات في صحن المسجد لتقي المصلين حر الشمس كما أمر في العام الذي بعده ١٣٤٦هـ بإصلاح آخر للمسجد الحرام، شمل الترميم والطلاء، كما بلطت أرضية الرواق والممرات بالحجر الصوان وجددت حصباء الحصوات، وأصلح مظلة مقام إبراهيم، وقبة زمزم وشاذروان الكعبة المشرفة، وبنى سبيلين بجوار بئر زمزم لسقيا الحاج، كما أمر بتبليط أرض المسعى، وتسقيفه.
وأوضح الدكتور الشريف أنه في مجال إنارة المسجد الحرام أمر الملك عبد العزيز – رحمه الله – عام 1347هـ بتجديد مصابيح الحرم، وزيادة عددها إلى 1000 مصباح كهربائي، وارتفعت إلى 1300 مصباح بأحجام مختلفة عام 1354هـ حيث وجه الملك عبدالعزيز – رحمه الله – بتثبيت 6 شمعدانات من النحاس الأصفر على سطح حجر إسماعيل عليه السلام كل واحد منها له ثلاثة رؤوس على كل رأس منها مصباح كهربائي واحد، كما ثبت 26 عموداً بنيت بالخرسانة المسلحة على قاعدة ارتفاعها ثلاثة أمتار، وقطرها ثلاثة قيراطات في حصاوي المسجد، كل عمود منها على شكل شجرة ذات أربعة أغصان، ينتهي كل غصن منها بمصابيح كهربائية، ليتم الاستغناء على اللوكسات (الأتاريك) القديمة لافتاً النظر إلى أن الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – اهتم بتطوير إنارة المسجد الحرام، فوجه بالاستفادة من الخبرات الخارجية في ذلك المجال، لمعاينة المصابيح الكهربائية والمكائن المشغلة لها وصيانتها واستيراد أجهزة جديدة.
وأبان الشريف أن الملك المؤسس رحمه الله أمر بإنشاء مصنع لكسوة الكعبة المشرفة في أجياد، وكسيت الكعبة المشرفة لأول مرة في عهده بكسوة سعودية صنعت في أرض الحرمين الشريفين.
ولفت الانتباه إلى أن الملك المؤسس رحمه الله أمر بصناعة باب جديد للكعبة المشرفة في عام 1363 هـ بدلاً عن الباب القديم لاختلاله؛ وبسبب قدمه الذي يعود إلى عام 1045.
وأفاد الدكتور عبد الله الشريف أن تنفيذ الباب استغرق ثلاث سنوات، حيث صنع من قاعدة الحديد الصلب التي ثٌبّت على سطحها مصراعا الباب المعمولان من الخشب الجاوي المصفح بالفضة المطليّة بالذهب.
وبين الشريف أن الملك عبد العزيز رحمه الله أمر في العام ١٣٧٣هـ بتركيب مضخة لرفع مياه زمزم وفي العام الذي يليه ١٣٧٤هـ أمر رحمه الله بإنشاء بناية لسقيا زمزم أمام البئر،كما أنه – طيب الله ثراه – أمر في العام ١٣٧٥هـ باستبدال الشمعدانات الستة بحجر إسماعيل عليه السلام بأضواء الكهرباء إضافة لأمره بتبليط أرض المسعى في العام نفسه.
وقال الدكتور الشريف: توج الملك عبدالعزيز رحمه الله رعايته للحرمين بأمره توسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي، وقد بدأ مشروع توسعة المسجد النبوي في عهده، أما المسجد الحرام فقد جاء تنفيذ إرادته الملكية المباركة في عهد خلفه الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله سنة 1375هـ، وهي التوسعة التي تمثل الرواق السعودي المحيط بالرواق العباسي حول الكعبة المشرفة والمطاف، وعدّ أستاذ كرسي الملك سلمان بن عبد العزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة، التوجيهات الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله بالموافقة على إطلاق اسم (الرواق السعودي ) على التوسعة السعودية للمطاف دليلاً على استمرار الاهتمام السعودي بالمسجد الحرام، واستحقاقاً لعمارة سعودية لم يشهد لها التاريخ مثالاً.
اكتشاف المزيد من صحيفة صوت حائل
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.