المناطق_واس

يحرص عدد من الصائمين، في محافظة الطائف، غربي المملكة العربية السعودية بمنطقة مكة المكرمة، على الإفطار وسط بساتين الورد الطائفي في أودية نشأته الغناء؛ وتربته الخصبة التي تجعل من الشجيرة يانعة في هذه الفترة من السنة، حيث بدأ نهوض الورد في إيقاظ الإزهار ومصافحتها لنسيم فضاء الطائف عبر قمم جبال الهدا في أولى ليالي الشهر الفضيل، ويليه بعد ذلك ظهوره في مرتفعات الشفا لمدة تتراوح من 42 إلى 50 يوماً، فتكون فيه الشُجيرة محملة بالأقماع التي تكتنف الرحيق، وتجني أنامل المزارعين منذ ساعات صباح الفجر الباكر إلى أن يبلغ أعلى مستويات الذروة، ثم يبدأ بالتناقص تدريجياً إلى أن ينقطع في منتصف وأواخر شهر شوال القادم.

ويحط الورد الطائفي رحاله هذا العام بين البساتين؛ تزامناً مع حلول شهر رمضان الفضيل، ويستمتع الأهالي بالتجول بين البساتين، حيث تجد هذه العائلات من الطبيعة وتحديداً في بساتين الورد الطائفي فضاءً عذبًا لإفطار رمضاني آسر ذي شجون، يفترشون على أثره الأرض قبيل حلول الغروب وترتيب سفرة يجتمع عليها الأهل بين شجيرات الورد وفي نسمات عليلة تحيطها ترانيم الهدوء والسكون، ليعطّر الورد سفرتهم الرمضانية ويحلق بمشاعرهم في سماء مدينة الطائف، في إضفاء الرونق والبهاء لموائدهم البسيطة، كنوع من التغيير بدلاً من المنازل؛ حيث يساعد مناخ الطائف والأجواء المعتدلة التي تنعم بزخات المطر على الإفطار والهواء الطلق وسط الطبيعة الخلابة التي تكتنزها قمم جبال الهدا والشفا، ووادي محرم، والطلحات، وأودية الأعمق البني، وبلاد طويرق.

ويجد الورد الطائفي نفسه؛ مؤثرًا حضاريًا وثقافيًا أسهم فيه أهل الطائف في تطوير زراعته التقليدية وجعله الشذى الزاكي لأشهر العطور، لمدى أهميته الاقتصادية الكبرى في استقطاب الكثير من الزوار والسائحين؛ في مختلف المواسم.
ورصدت وكالة الأنباء السعودية “واس” استعداد الكثير من العائلات للخروج منذ ساعات العصر واختيار بعض الأماكن بين شجيرات الورد العتيقة، وتتعمد إحضار سفرة أو مائدة الطعام وتزيينها بالفوانيس والورد الطائفي، وتغمر السعادة أجواءهم الرمضانية، حيث يتعمد بعضهم إلى مزج مياه الورد الطائفي بالماء العذب خلال مائدة الإفطار في شهر رمضان الكريم، والاستمتاع بطعم فريد يروي عطش الصائمين، وسط متنفس للترفيه وجو آمن تغمره الألفة والمحبة بين أفراد الأسرة، وتعدد رغباتهم ما بين من يفضل زيارة المزرعة أو زيارة معامل ومصانع الورد الطائفي لمشاهدة عمليات صناعة وتقطير عطر ودهن الورد، فيما يفضل آخرون إحضار وجبات إفطارهم والاستمتاع بمشاهدة المدرجات الطائفية المزدانة بنبتات وأزهار الورد.

وقال المزارع خلف النمري المهتم بزراعة الورد في حديثه لـ”واس” إن مزارع الورد الطائفي، تستقبل هذه الأيام الأسر والعائلات من مختلف الجنسيات، في ليال رمضانية معطرة بعبق الورد الطائفي، ويتعمد البعض منهم مد السفرة الرمضانية في أماكن مخصصة داخل المزارع، وتزيين موائدهم بالورد الطائفي، مشيراً إلى أن للإفطار خارج المنزل شعوراً لا يوصف، وخاصة عندما يقرر الزملاء والأصدقاء والعائلات في المحافظة تناول وجبة الإفطار خارج المنزل، وخصوصاً في مدرجات يكسوها ورد الطائف الغني عن التعريف.




اكتشاف المزيد من صحيفة صوت حائل

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.